عمرو عصام **صاحب المنتدي**
عدد الرسائل : 416 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: الدكتور "طارق السويدان" في حوار لمنتديات الامبراطو الخميس سبتمبر 20, 2007 12:20 pm | |
| الدعوة حق لكل المسلمين والفتوى لا يجب أن تقتصر على المؤسسات الدينية الرسميةرغم أنه خريج كلية هندسة البترول من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بل وحاصل على الماجستير والدكتواره في نفس المجال من جامعة تلسا بأوكلاهوما إلا أنه أصبح الآن واحدا من أكثر الدعاة شهرة ليس في محيط بلده الكويت فحسب وإنما على امتداد كل بلدان الوطن العربي، واللافت أنه دخل مجال الدعوة عبر طريقة التنمية الذاتية حيث إنه مدرب محترف في مجالات التنمية الشخصية والإدارة العامة منذ عام 1992 وحتى الآن، وهو ما مكّنه من أن يكون أقرب إلى الناس من غيره.. " منتدى الامبراطور" التقى الداعية الإسلامي ومدير قناة الرسالة د."طارق سويدان" وكان لنا معه هذا الحوار..تضارب الفتاوى على الفضائيات أصبح من سمات القنوات الفضائية الآن مما دفع البعض إلى الدعوة لتجريم الفتوى.. ما رؤيتكم لهذا الأمر؟احتكار الفتوى لعلماء المؤسسات الرسمية من الممكن أن يؤدي إلى تسييس الفتوى وتحولها إلى قنوات لتمرير الخطابات السياسة لذوي السلطة، وهذا ضرره أكبر وخطره على الأمة أكثر، أما بالنسبة للفتوى الشاذة والتي تصدر عن غير المؤهلين للفتوى فهناك العلماء المتخصصون القادرون على التصدي لذلك. ما سبب إقبال المجتمع على الدعاة أكثر من الفقهاء؟لا يمكن إغفال دور الفقهاء في مجال الدعوة فهم يمثلون المرجعية الشرعية للأمة في تأصيل القضايا الشرعية, والدعوة حق مكفول لجميع المسلمين بل واجب، وكلّ في حدود علمه, والدعوة بجانب أنها علم هي أيضا فن وملكات شخصية وهبة ربانية في القدرة على الإلقاء ومخاطبة الناس على قدر ثقافتهم وقد فطن بعض الدعاة إلى هذا الأمر وخرجوا على النمط التقليدي, وحققوا نجاحا. ولا أرى صداما بين الدعاة والفقهاء طالما أن الكل يعمل ابتغاء مرضاة الله.دائما ما يتم انتقاد الدعاة الجدد، فهل يعتبر د."السويدان" نفسه واحداً منهم، وما رأيه في تلك الانتقادات؟والله إذا كان معنى المصطلح أنهم دعاة شباب، فأنا فوق الخمسين الآن "يضحك ثم يكمل"، لابد من ظهور جيل جديد من الدعاة بأدوات مختلفة لمواجهة الهوس بنجوم الفن والرياضة والتوازن معهم، وهدفنا في المرحلة المقبلة صناعة نجوم جدد في هذا المجال. هناك اعتراض من رجال الأزهر على بعض الدعاة الجدد كما اعترف بعض الدعاة بالمقابل أنهم ليسوا رجال دين، ورغم ذلك هم الأكثر تواجدا في وسائل الإعلام؟الاعتراض الذي يأخذه علماء الأزهر على بعض الدعاة هو تصدرهم للفتوى وهم غير مؤهلين, وهو ما نراه الآن على القنوات الفضائية بكثرتها، لذاك فقضية الإفتاء من أخطر القضايا التي خصصت لها حلقة خاصة من برنامج الوسطية؛ حيث نطرح فيها تساؤلا مهما: مَن له حق الفتوى، وهل هي حكر على العلماء فقط، أم أنها حق لكل من كان مؤهلا لها؟تجديد الخطاب الديني أحد أهم القضايا المطروحة على الساحة الفكرية.. كيف ترون هذه القضية؟الإسلام خاتم الأديان، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- خاتم الرسل، فلابد أن يكون صالحًا لكل زمان ومكان، وليس من رحمةِ الله أن يترك عباده بدون رسالة حتى تقوم الساعة، لذلك استودع فيه الله سبحانه وتعالى كل العناصر والمقومات التي تتجاوب مع التطور تحت ظِل القيم والثوابت التي لا تتغير بتغير البيئات, فعلم الفقه اجتهاد محكوم بثوابت الشريعة الإلهية, حتى يظل هذا الفقه –فقه المعاملات- متطورًا دائمًا وأبدًا، عبر الزمان والمكان، ليواكب تغير الواقع ومستجدات الأحداث، في إطار كليات الشريعة وهذا ما أقره الرسول -صلى الله عليه وسلم- ففي الحديث: "إنَّ الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سَنة من يُجدد لها دينها" رواه الحاكم وصحّحه. فالتطور نزعةٌ فِطرية تقوم على الانتقال من حالٍ حسن إلى حالٍ أحسن.التعصب والطائفية أخطر الأمراض التي تنحر في جسد الأمة كيف يمكن معالجته؟ التعصب والمذهبية هما ميراث الكبت والاستبداد بكافة أنواعهما، وهما أخطر إشكاليات الخطاب الإسلامي الآن فالتعددية الفكرية سنة كونية ارتضاها الله عز وجل للتعايش بين البشر, والاختلاف والتنوع من خصائص الثقافة الإسلامية ولذلك فالتعصب مرفوض وممقوت، وتأثيره في بنية وتماسك المجتمع المسلم سلبي وخطير، والدعوة للتعايش وقبول الآخر والحوار العلمي الهادئ للوصول إلى الحق لم يعد مجرد ترف فكري، بل هو مطلب شرعي ووطني، كما آن الأوان لنتوقف عن الخطاب التحريضي الذي يملأ الكثير من الفضائيات من أجل الإثارة وجلب المشاهدين، لذلك أرى نشر كل فكر وكل رأي حتى الفكر المغاير للإسلام لأن الإسلام يمتلك من القوة والحيوية ما يمكنه من مواجهة أي فكر، فالأصل في الإسلام الحوار بالحجة والبرهان وليس كبت الآخر وإنكاره. ما مدى تأثير الثقافة الغربية على الخطاب الديني؟العالم الآن يعيش عصر العولمة, والعولمة الثقافية أتاحت للثقافات الإنسانية التداخل فيما بينها, وتأثيرنا الحالي في الحضارات الأخرى أقل بكثير من تأثير الآخر علينا، وللثقافة الغربية بالذات تأثير هائل في الثقافات الأخرى بما تملكه من أدوات ووسائل ضخمة ومتقنة فنياً ومهنياً، وهذا التأثير كان واضحاً في الخطاب الديني سواء بشكل سلبي حيث مارس التشويه والتضليل تجاه صورة وهوية الشخص المتدين، كما كان لها تأثير إيجابي في نواحٍ أخرى مثل تحفيز الدعاة على استخدام وسائل متطورة وحديثة في مجال الدعوة وتطويع تلك الوسائل لتقديم الخطاب الإسلامي بشكل عصري وجذاب، ولكن حالة الانبهار بالغرب جعلتنا نتغاضى عن الفراغ الروحي الاجتماعي، على سبيل المثال 80 % من المجتمع الأمريكي ما بين مدمن مخدرات ومصاب بإضرابات نفسية أو يعيش على المهدئات فلا مانع من الاستفادة من الآخر دون إخلال بثوابتنا الإسلامية، فالحضارة صناعة إنتاج وليست استيرادا، وكان لي برنامج عن تجربة ماليزيا (صناعة القائد) التي كانت دولة متخلفة عام 1985 واستطاعت في عشر سنوات أن تكون عاشر دولة صناعية في العالم.ما النهج الذي يجب أن يتبع للوصول إلى مجتمع إسلامي ملتزم؟علينا أن نعي ونفهم سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيدا ونسير على خطاه في بناء المجتمع المسلم الذي ننشده ونعلم الأبناء سيرته -صلى الله عليه وسلم- لكي نفهم الإسلام بشكل صحيح, فالإسلام منهج حياة كما أنه يأمرنا بالانفتاح على الثقافات الأخرى دون إفراط أو تفريط، فالإسلام لا يأمر أن ننغلق على أنفسنا ونرفض الآخر ولا ننفتح عليه بما يمس أسسنا وثوابتنا الدينية. وقضية المجتمع الإسلامي الذي يحقق الريادة والنهضة كانت همّا دائماً لديّ وكنت كثيراً ما أتطرق للموضوع سواء في محاضراتي أو في البرامج التليفزيونية التي أقدمها. وفي كتابي القادم والذي خصصته للحديث حول صناعة الحضارة تحليل كامل لمنهجية إعادة الحضارة الإسلامية إلى الريادة الحضارية من جديد.كيف تقيم انخفاض نسبة مشاهدة القنوات الدينية عن القنوات الأخرى وكيف يمكن أن يتم تغيير النسبة؟يعمل حاليا من خلال العرب سات ونايل سات أكثر من 360 قناة ويتوقع بعض الإعلاميين احتمال زيادتها إلى 700 وهذه الزيادة تسمى بظاهرة (البالون) حيث إن المستثمر يجد أرباحا في نشاط ما فيتجه الكل إليه دون "دراسة جدوى"، وهذه الزيادة المفرطة أدت إلى إصابة الإعلام الإسلامي بالتكرار الذي أصاب المشاهد بالملل فالسعي إلى التميز وتقديم رؤية جديدة يجب أن يكون في حسابات المستثمر وليس الربح المادي فقط. سؤال أخير.. كيف يرى الدكتور "طارق السويدان" المستقبل؟على الرغم من واقع الأمة المؤلم والتشاؤم الذي يبديه الكثير من الناس، إلا أنني بطبيعتي متفائل وأشعر بأن المستقبل يحمل الكثير من الأمل، ولا أقول هذا الكلام من منطلق عاطفي، بل من دراستي لتاريخ الأمة صعودا وهبوطا، وأنا أتوقع أن يكمل التاريخ دورته الحضارية في سنة التدافع البشري وتعود الأمة للنهوض من جديد. | |
|