عدد الرسائل : 416 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
موضوع: 180 دقيقه مع الاسطوره الأربعاء يوليو 02, 2008 2:49 am
كثيرٌ الدين زيدان
بنجلادش دوله تزدحم بالمسلمين والفقراء .. بالحفاة العراة وبالبُسطاء ! بلد يعاني الجوع في البطن والعين والقلب ! فلا ما يملي البطن ! ولا ما يروي العين ! ولا خبرٌ يسعد أنباء قلبي ! بلد منسي لدى شريحه كبيره من الأغنياء !
فيجيء زين القلوب.. ليتبرع للنساء والأطفال ويبني الإبتسامات والمصانع ! و ليرسم وجع بنجلادش على لوحةٍ من أمل ! ويلون إبتسامةً على وجه الموت !
أندونيسيا بلد مسلم مسالم فقير ! (ماشي جنب الحيط) ويقول (ياربي سلم) فتجيء الأقدار بصفعة تسونامي والفيضانات !
فيثورُ فيض الدين زيدان ! بالجودِ وبالحياة !
الجزائر بلد المليون شهيد ! بلاد عاشت تحت الإحتلال و تنفست بالنضال ! بلادة الأم التي نسيته كملايين المنسيين من أبناء الوطن العربي ! أصحاب المواهب المنسيه والمتاعب المنسيه ! لم يكن زيدان كالجزائر ! لم ينسى أن ينسى عروقه ودِماه ! وبَرَها بِراً بشرايينه ووالديه ! وكان جزائراً للجزائر !
بنا المستشفيات وافتتح دور رعاة الأطفال وجرف لهم الملايين من جيبه !
كلها أفعال بعيداً عن ما أنجزه في عالم المستديره وكونهُ أسطورة كرة القدم الأولى ! جعلتني أكتب اسمه على النسيان كي أن النسيان لا ينسى !
وتجعلتني أقول أنه زيدانٌ في كل شيء .. زيدان في فنه زيدان إنسانيته وقلبه !
مصر بلدي ! بلدي التي تصبح على جوع وتمسي على حرمان ! بلد أدمنتها البرد والأرصفه ! نمشي فيها بلا نعال ! ونأكل الهم لنشبع بالصمت !
إخواني من هذا المتصفح الحزين أقول !
إن اكبر كذبه سمعتموها في عالم الجفرافيه ! بأن في مصر نيل ؟! لا نيل في مصر ! صدقوني ! لا نيل في مصر ! وان من دواعي السخريه والضحك ! أن يدعوا بأن هذا النهر أطول أنهار العالم ! وكانت , أحزاننا أطول منه ! ولو أن الواحد فينا يبكي الدمعة الواحده , لفاضت عنه وسبقته !
ان يكون هذا البلد الفقير ! والذي قال عنه زيدان بعد أن تناول فيه الوجبات الشعبيه البسيطه ! كالفول والفته والطعمه والفطير ! " أشعر جداً بروعه المصريين وبساطتهم " ! هو همٌ في صدر زيدان ! أن يكون ذلك البلد المهموم ! تحت عطف زيدان ! بأنه النيل الجديد.. بأنه النيل الذي يمر بشرياني وقلوب الأطفال !
رحت إليه وهو زين الدين زيدان.. وعدت منه بـ كثيرٌ الدين زيدان !
كل لاعبي العالم , يموتون بعد اعتزالهم ! إين مارادونا إين بيليه إين كروف إين وأين ! كلهم راحوا مع اخر صفاره على أرض الملعب ! يعتزلون من هنا , ويعتزلهم الناس من هناك ! وأسئلوا مارادونا الذي أحتاج جدا لبرنامج عُري غنائي إستعراضي كي يذكره الناس ! والآخر بيليه أن يكون أمعة الفيفا وبلاتر لينال بعض من الأحترام ! زيدان عرف الطريق ! وعرف زيدان كيف لا يموت ! عرف زيدان أن كرة القدم رساله حياة ! وأنها مهمه ليست كما يراها رونالدو ورونالدينيو ولا كاكا وغيرهم غايتها هي الأهداف والأضواء والأللقاب ! كرة القدم هي وسيله غايتها أسعاد الناس وقطفهم من الفقر والجوع والبكاء ! كرة القدم لا تنتهي بالإعتزال , بل تبدأ بعده ! كرة القدم كما يقول زيدان بعد فتحه دور لرعاية الأمومه والأطفال بمصر إعتزالي هو بدأ لأعمالي الأنسانيه ! كرة القدم الحقيقه هي ركلٌ للفقر والحرمان وأكثر !
في الحقيقه ظن بعضكم بأني سأدخل بعد موضوعي الأخير ... الي يشرب من زيدان لازم يرجعلو .. لإنشأ موضوع جديد واثرثر ثم ارصف عنواناً .. اخيرا شفت زيدان وحضنته وحبيته ما احلى الحياه ! لا
الأمر ليس كما تصورت انا زيارة زيدان جعلتني أراه منه أثنين .. زيدان قبل زيارة مصر ! وزيدان بعد زيارة مصر! قبل زيارته كانت بيني وبينه علاقى حب وإعحاب ! وقد كنت أسأل نفسي عن حب فرنسا له ! كالشخصيه الأولى المحببه لسنوات طويله ! أو عن سر تقبيل الصغار يديه في بنغلادش ! أو بكاء الفتيات الصغار المحجبات بأندونيسيا عند رؤيته ! أو تعلق الكثيرن على الأشجار لمشاهدته في الجزائر .. بل أنهم أحبوا فرنسا العدو الأول من أجل خضار عينيه ! لن تفهمون ما أشعره الآن ! إلا حينما يزركم زيدان ! أو بابا زيزو كما قال أحد أطفال مصر بجواري في المدرجات ! في القديم كان زيدان الاعب البعيد الغربي الفرنسي الذي احبه ! الآن هو زيدان الذي تنفس هوائي واطعم طعامي .. زيدان الذي تحتل مصر اجزاءاً من قلبه ! والذي يقول أحببت مصر كثيراً أدهشتني روعة وبساطت شعبها وابنائي يريدون العودة إليها ! حيث أن أنزو ولوكا كان معه في الملعب ! لن تفهموا شعوري ! الآن زيدان قريبي... زيدان مني ومن بلدي ومن ذاكرتي ! اشعر بأن بيني وبينه صل دم ! وقرابة مكان ! يا أخوان ما حدث لي أمر غريب ! زيدااان .. زيدااان .. جاء لبلدي ؟.. وفي نفس منطقتي ... ومر من شارع بيتي .. وزار النادي الذي ازوره كثيراً ! وكأنه جاء متعمدا أن يأخذ بواقي أنفاسي ويرحل ! ويترك كل ما حولي أختناق ! والله والله والله كانت نظراته لي غريبه جداً ! كانت عميقه من إنسان كأنه يعرفك ! ام أني توحدت به فصرت أنظرُ لي ؟! أم هو الهذيان أم ماذا ؟! زيدان مرض يهددك بأن الشفاء منه مرض آخر علاج منه ! أنه " زيـزودول " البندول الذي يزيد الصداع !
كنت في الملعب أشاهد دخوله من بعيد ! دموعي بكت بلا أن ابكيها ! ها هو الذي عشت سنواتي احبه ! امام عيني وفي بلدي ومر من أمام بيتي ..
دخل زيزو الى أرض الملعب ولكن بعد المره الثانيه حيث أنه لم يستطيع الدخول في المره الأولى من شدة تدافع الأشواق والأيدي حيث أخبروا بأنهم قد لا يستطيعون بإستضافته لو بقينا على هذا الشكل وأن علينا أن نهدأ كي نستطيع أن نستضيفه بصوره مشرفه ! دخل الى الملعب مع المزامير الشعبيه .. و ظل لدقائق يلفه الأطفال والصحفييون ! ثم أعلنوا عن دخول المطرب حكيم ! تركوا زيدان والتهموا احضان حكيم وعيني لم تتحرك عن الأسطوره ! زيدان الأن وحيد ! زيدان في الملعب بمفرده ! هنا ...... سقط بذهني مفرد واحد ! تذكرت قول لين .. والتي والله الذي لا اله الا هو لو أنجتب أمي لي أختاً .. ما كانت مثلها ! " أن كنت تريد أن ترى تراه , مع زيدان كن دائما طفلاً " ! لم أشعر بنفسي كيف ركضت كالأطفال واقتحمت الملعب! واركض اركض اليه وأصافحه ! وشيء غيرب جمد عقلي .. !!! وقفت امامه لا اذكر شيء ! ولا اذكر لماذا أنا هنا ! عدت فاقداً ذاكرتي لديه ! يا الله لماذا ؟
عدت أحبه اكثر !
تابعت الخطوه بالخطوه .. سلمت عليه بيدي كثيراً ورداً السلام تاركاً خطوط يديه على قلبي ! وزارعاً هواه بصدري !
كنت اظن قبل زيارة زيدان أنه من السرور أن ترى زيدان آمير المونديال الآخير بعينك ! لكن صوت حليم يطاردني !
لو أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت !
كتبت لثلاثة سنوات هنا في مدريدي ! ولأول مره.. أعجز أن اختتم مقالي ولو بعلامة إستفاهم ! سأترك لديكم هذا الفيديو الذي كنت فيه على شفى لمسه من زيدان ! حييته ورد التحيه ! يبدو ولأني وُلِدتُ من تحيه وهو أسم والدتي ! سأعيش حياتي أذكر أطلال تحيه !